النظر في سير السلف الصالح
النظر في سير السلف الصالح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 18 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين في كل وقت وحين فإن للحمد منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، بل جميع أحوال المسلم حمدا لله، وثناء عليه في السراء والضراء، في الصحة والبلاء، فقال الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء شكر فكان خيرا له، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن” رواه مسلم، وقال عمران بن حصين رضي الله عنه “خير عباد الله تبارك وتعالى يوم القيامة الحمادون، هم الذين يحمدون الله على السراء والضراء” والله عز وجل لا يمكن لأحد من العباد أن يكفيه على إنعامه أبدا، فإن ذلك الشكر من نعمه أيضا، أو نحو هذا من الكلام، وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب.
قال “الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه وجعل له مخرجا” رواه أبو داود والنسائي، ومن أسباب رضا الله عز وجل عن عبده هو أن يكثر من حمده، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها” ولعظم منزلة الحمد، تأملوا في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة، فهي حمد لله منذ البداية، وحتى الفراغ منها، فالمصلي إذا كبر يستفتح بسبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك” وإن من وسائل البعد عن الفساد هو النظر في سير السلف الصالح، فهم أعلام الهدي، ومصابيح الدجى، وهم الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه، وسمته وخلقه، فالنظر في سيرهم، والاطلاع على أحوالهم.
معلومة تهمك
وقراءة تراجمهم مما يحرك العزيمة على اكتساب المعالي ومكارم الأخلاق، ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام القارئ، وتوحي إليه بالاقتداء بهم، والسير على منوالهم، وهكذا فإن لحسن الخلق ثمرات وفوائد تعود على صاحبه في الدنيا والآخرة وتتمثل فى محبة الخلق، فإن الفرد إذا حسنت أخلاقه أحبه الناس وأقبلوا على معاملته والزواج منه واشتهر بصدقه وأمانته وهذا الذي دفع السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها إلى اختيار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليتجر في مالها ثم الزواج منه لصدقه وأمانته فقد كان مشهورا بين قريش بالصادق الأمين وكل هذا قبل البعثة، وحسن الخلق قوام الحضارات، فالحضارات والأمم تبني على التعاون والتشارك والصدق والأمانة في البيع والشراء وسائر القيم والأخلاق الفاضلة.
أما إذا انتشر الكذب والنفاق والغش والخداع والتضليل والقهر والظلم والربا والاحتكار وانتشرت الجرائم من السرقة والزنا والقتل والتفجير والتخريب فأنى لقيام الحضارات؟ فهذه هي وسائل اكتساب الأخلاق والبعد عن الفساد فالزموها وعلموها أبناءكم وبناتكم وأهليكم، فأنتم مسئولون عنهم أمام الله يوم القيامة.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه