من إتقى الشبهات

من إتقى الشبهات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 18 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين العزيز العليم فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فكان رسولنا الكريم محمد صلى الله وبارك عليه كل أحواله حمدا لله، وثناء على الله، في شدته ورخاءه، وسلمه وحربه، وصلاته ونسكه، صلوات الله وتسليماته عليه وعلى آله، وكذلك كان أصحابه، قال سليمان بن يسار ” مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء خلافته بشعب بين مكة والمدينة، فقال “الحمد لله لقد رأيتني أرعى في هذا الشعب غنما للخطاب، وكان فظا غليظا، ثم أصبحت خليفة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجوز أمري فيهم”

ولما جاءت امرأة إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، جاءت من مكان بعيد، فقالت “يا أمير المؤمنين مات زوجي وترك عند بنات كسد كسل” فبكى عمر، ثم قال “ما حاجتك يا أمة الله؟” فقالت ” تفرض لهن في الذرية” فقال “أما كلهن فلا، ولكن أثبت لك واحدة، ثم سألها عن اسم الكبرى” قالت فقلت فلانة، قال “قد أثبتها” فقالت “الحمد لله رب العالمين” فقال ” سمي التي تليها” أي ما هو إسم الأخري، فسمتها فأثبتها، فقالت المرأة “الحمد لله رب العالمين” ثم قال “سمي التي تليها” فسمتها، فأثبتها، فقالت “الحمد لله رب العالمين” فأثبت لها سبعا، كلما حمدت الله أثبت، حتى قالت “جزى الله أمير المؤمنين خيرا” فألقى الكتاب من يده، وقال “والله لو كن ألفا لأثبتهن ما أدمت الحمد لله” فمر هؤلاء السبع فليواسين الثامنة”

معلومة تهمك

وروي عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” رواه البخارى ومسلم، وهذا الحديث اعتبره العلماء يمثل ثلث الدين، وهو كذلك، فيقول الإمام أحمد، أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث، حديث “إنما الأعمال بالنيات” وحديث ” من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد” وحديث ” الحلال بيّن” فهذا الحديث في السنة كسورة الإخلاص في القرآن.

والحلال بيّن، فقد بدأ به لأنه الأصل، فالأصل في كل شيء الحل حتى تثبت حرمته، ولو تأملت في النعم لوجدتها حلالا إلا ما ندر، وهو بيّن لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بيّنه للناس بأمر من الله عز وجل فقال تعالى فى سورة النحل ” وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون” ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك” رواه ابن ماجة، ثم إن كل ما أحله الله عز وجل للناس تجده قريبا من النفوس السوية، والفطر السليمة، بخلاف الإثم والحرام، فإنه يتردد في الصدر، ويتلجلج في الفؤاد، ويكره المرء أن يطلع عليه الناس، والحرام بيّن، والحرام هو الممنوع، وهو كل ما نهى الله تعالى عنه في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

ويقول الله تعالى فى سورة الأنعام ” وقد فصل لكم ما حرم عليكم” وبينهما أمور مشتبهات أمور تجمع كل شيء من قول أو فعل، أو أكل أو شرب، أو بيع أو شراء، أو ما عدا ذلك، ثم مشتبهات، والمشتبه هو الأمر الذى لم يظهر للإنسان على حقيقته، ولم يتبين له فيه الصواب أو الحل والحرمة، فلا يعلمهن كثير من الناس ولكن هنالك من يعلمها، فإن من توفيق الله تعالى وفضله على هذه الأمة أنه لا يزال فيها من العلماء الربانيين من يعلمون مراد الله، ويبصرون عباد الله بما وهبهم الله من علم، وآتاهم من حكمة.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: