الدكروري يكتب عن أوصيكم بآداب السلام في الإسلام
الدكروري يكتب عن أوصيكم بآداب السلام في الإسلام
بقلم: محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 18 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن من صور التيسير في الصلاة مشروعية هو قصر الرباعية في السفر فتصلى ركعتين ويبتدئ القصر إذا جاوز البلدة وكان السفر مسافة قصر وهو مسيرة يوم وليلة ويعادل ثمانين كيلومترا تقريبا، وأما الفجر والمغرب فلا قصر فيهما، وكما أن من صور التيسير في الصلاة هو الإذن للمسافر بالجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إما جمع تقديم أو جمع تأخير حسب الأرفق به كما جمع النبي صلى الله علية وسلم بين الظهر والعصر في عرفة جمع تقديم ليتصل وقت الدعاء والذكر، وجمع بين المغرب والعشاء في مزدلفة جمع تأخير ليتصل السير.
معلومة تهمك
كما يباح الجمع للمريض إذا شق علية أداء كل صلاة في وقتها، وكذلك الشيخ الكبير إذا شق عليه فهو في حكم المريض، وأما في المطر والوحل والبرد الشديد في الليلة الظلماء فيباح فيه الجمع بين المغرب والعشاء دفعا للحرج والمشقة والقول الآخر لأهل العلم يباح الجمع في المطر حتى بين الظهر والعصر، وإن من آداب الإسلام في السلام هو أن يلقى السلام برفق ولين وخفض صوت على قوم فيهم نيام، بحيث لا يُقلقهم ولا يوقظهم، وفي هذا أدب نبوي رفيع، حيث يُراعى فيه حال النائم فلا يكدر عليه نومه، وفي الوقت نفسه لا تفوت فضيلة السلام، وعن المقداد رضي الله عنه قال “أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا.
فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز، فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا، قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه، قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان” وقال النووي هذا فيه آداب السلام على الأيقاظ في موضع فيه نيام، او من في معناهم، وأنه يكون سلاما متوسطا بين الرفع والمخافتة، بحيث يسمع الأيقاظ، ولا يهوش على غيرهم، وقال ابن حجر ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل على مكان فيه أيقاظ ونيام، فالسنة فيه ما ثبت في صحيح مسلم عن المقداد، وكما أن من الآداب للسام أيضا هو استحباب تكرار السلام ثلاثا، إذا كان الجمع كثيرا، أو شُك في سماع المُسّلم عليه.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا، وإذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا” وقال النووي بعد هذا الحديث وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كثيرا، وأضاف بن حجر وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة، فيعيد مرة ثانية وثالثة ولا يزيد على الثالثة، وقال الحافظ كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يسلم ثلاثا، ولعل هذا كان هديه في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلام واحد أو هديه في إسماع السلام الثاني والثالث إن ظن أن الأول لم يحصل به الإسماع كما سلم لما انتهى إلى منزل سعد بن عبادة ثلاثا فلما لم يجبه أحد رجع، وإلا فلو كان هديه الدائم التسليم ثلاثا لكان اصحابه يسلمون عليه كذلك.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه