البر بأرقى صورة

البر بأرقى صورة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن من مصادر قوتنا هو الإيمان بالحق، فالمؤمن يستمد قوته من الحق الذي يومن به ويعمل له فهو لا يعمل لشهوة عارضة ولا لمنفعة شخصية ولا لعصبية جاهلية لكنه يعمل للحق الذي قامت له السماوات والأرض، وهذا الإيمان هو الذي جعل مجموعة من الفتية الشباب أصحاب الكهف يواجهون بعقيدتهم ملكا جبارا مع قلة العدد وانعدام القوة المادية لكن معهم القوي الجبار، لإنهم تجردوا من كل حول وقوة إلا حول الله وقوته، وهذا الإيمان هو الذي جعل أطفالا وشبابا على ارض الأقصى على أرض الجهاد يحملون أحجارا يهزون الدبابات والطائرات.

فهؤلاء الفدائيين على أرض الأقصى الذين لا تقف أمامهم طائرات ولا أي أسلحة لإنهم باعوا أنفسهم في سبيل الله وهم واثقين بأنهم على الحق وأن ماتوا على هذه الدنيا فهم أحياء، وإن البر بأرقى صوره هو أن تشتري لوالديك ما يحتاجون وتفاجئهم بما يفقدون، دون طلب منهم أو سؤال، بل كرم منك وتبرع، ففي هذا الفعل أجمل ما يسطر من جبر الخواطر، وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم، كما لا ننسى صاحب الحاجة والمسكين الذي انكسر قلبه، وذلت نفسه، وضاق صدره، ما أجمل أن نجعل له من مالنا نصيبا ومن طعامنا ولو الشيء القليل، ومن دعائنا ما نستطيع بذلك نجبر كسرهم، ونطيب قلوبهم، ولا نشعرهم بالنقص فقال أحمد بن عبدالحميد الحارثي “ما رأيت أحسن خلقًا من الحسين اللؤلؤي، كان يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه ”

معلومة تهمك

وإن السلام اسم من أسماء الله الحسنى، والسلام هو تحية المسلمين، ودعوة الأنبياء عليهم السلام جميعا، والسلام هو ما نتعبد به الله تعالى في صلواتنا، فالصلاة تختتم بالسلام، وكأنها وصية السماء إلى الأرض قبل الانقطاع المؤقت والعودة ثانية إلى مشاغل الحياة الدنيا، وأما عن أهمية السلام في حياتنا فإنه لا يمكن أبدا إغفال الدور الذي يمكن للسلام والتصالح، والمودة، والرحمة ولها أهميتها في حياتنا اليومية، فنحن خلقنا لنعيش في سلام وأمان واطمئنان، ولم نخلق لنقتل أو تقصف أعمارنا، وما يمكن تحقيقه في أوقات السلام أضعاف ما يمكن تحقيقه في النزاعات الدموية والحروب والكوارث البشرية، ومن خلال السلام يمكن للإنسان نشر فكرته التي من الممكن أن تكون قد تم وأدها خلال الحروب.

أو على الأقل تم تشويهها، لهذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من صعوبة شروط التي اشترطها الكفار على المسلمين في صلح الحديبية إلا أنه قبل بها في مقابل الإبقاء على هدنة العشر سنوات، ومن خلال السلام يمكن للناس التعلم، ونشر الثقافة، وبناء المجتمعات، والنهوض اقتصاديا واجتماعيا، فالحروب تدمر ولا تبني، فالبناء لا يكون إلا في أوقات السلم، والسلام يجعل الناس واعين ومدركين لمغبة الدخول في الحروب والتي ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشرية، والسلام هو الذي يقطع الطريق على تجار الحروب الذين يفتعلون الحروب، ويرغبون في استمرارها لأجل زيادة مبيعاتهم من الأسلحة، وبالتالي زيادة أرباحهم وأموالهم، والحروب تخرج أسوأ ما في الإنسان، والسلام يخرج أحسن وأفضل ما فيه.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: