البيئة المناسبة لزيادة الإبداع
البيئة المناسبة لزيادة الإبداع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم ولن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم فالخوف والهلع والحرص والتخلف لا يطيل أجلا والشجاعة والثبات والإقدام والوفاء لا تقصران عمرا فلا كان الجبن ولا نامت أعين الجبناء والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد، بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس فتترك الاشتغال به ولا تجعله في الحساب وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص في صبر وطمأنينة وتوكل على الله الذي يملك الآجال وحده، ثم إنه إذا كان العمر مكتوبا، والأجل مرسوما فلتنظر نفس ما قدمت لغد ولتنظر نفس ماذا تريد.
وشتان بين حياة وحياة وشتان بين اهتمام واهتمام، ولقد أمرنا الله تعالي أن نعد ونستعد بالقوة والعتاد والجند والسلاح قوة الإيمان وعتاد الأخوة وجند التكافل وسلاح الدعاء مع العمل بالأسباب المادية، فأعدوا يا معشر المسلمين لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه من عدد وعدة لتدخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه، فإن الزمان قد تغير على المسلمين فانكمشوا بعد امتداد ووهنوا بعد قوة هذا كله لإننا ضيعنا مصادر قوتنا فالإيمان لم يعد هو المسيطر على أنفسنا والموجه لإخلاقنان فأصبحنا غثاء كغثاء السيل في ذل وهوان، وأحبينا الدنيا وكرهنا الموت، وإن السلام بيئة مناسبة لزيادة الإبداع.
معلومة تهمك
فهو الذي يمكن من خلاله زيادة منسوب الجمال على عكس الحرب الذي ينتج كل تعرف ما هو قميء وكريه، والسلام يسمو بالإنسان إلى آفاق روحانية عالية جدا، إذ يساعد على انتشار الروحانيّات وشيوعها بين البشر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم، فمن السنن إفشاء السلام وإظهاره وإعلانه بين الناس، حتى يكون شعارا ظاهرا بين المسلمين، لا تخص به فئة دون أخرى، أو كبير دون صغير، ولا من يعرف دون من لا يعرف، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟
قال “تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” متفق علية، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنهما ” ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان، الإنصاف من نفسه، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار” ولقد من الله تعالى علينا بنعمه الوافرة، فنحن نحيا في خير واستقرار ورغد من العيش، فماذا نريد أكثر من هذا؟ فلنشكر الله على ما خصنا به من تمام فضله، وعلى ما أنعم به علينا من نعم ووطن مستقر في مأمن من الفتن وسفك الدماء وتدمير الأوطان، وتشريد الإنسان، كما يحدث في كثير من البلدان الأخرى، وذلك ثمرة من ثمار الوسطية في التدين، والاعتدال في التفكير، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن التدين لا يعني التشدد والتطرف في أداء العبادات، ومن تشدد فقد أفضى إلى الهلاك، حيث قال صلى الله عليه وسلم “هلك المتنطعون” أي المتعمقون المغالون المتكلفون.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه