الدكروري يكتب عن اتقوا يوما لا يجزي والد عن ولده

الدكروري يكتب عن اتقوا يوما لا يجزي والد عن ولده

بقلم: محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، اعلموا أن قوام المجتمع في التعامل بصدق في جميع مجالات الحياة فكيف يكون لمجتمع ما كيان متماسك، وأفراده لا يتعاملون فيما بينهم بالصدق؟ وكيف يكون لمثل هذا المجتمع رصيد من ثقافة أو تاريخ أو حضارة وأفراده يكذبون ويرجون للكذب؟ وكيف يوثق بنقل المعارف والعلوم إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإنساني؟ وكيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع؟ وكيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟

معلومة تهمك

ألا فلنعد إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من صدق في الأقوال والأفعال والهمم حتى نكون قدوة لغيرنا ودعوة للآخرين إلى الدخول في هذا الدين الحنيف، فإن فعلنا ذلك فزنا في الدنيا بالسعادة والتراحم فيما بيننا وفي الآخرة بالجنة والثواب العظيم، ولقد قيل أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أنه اشترى أرضا من رجل، فتأخر الرجل عن أخذ ماله، فلقيه عثمان، فقال مالك، تأخرت عن قبض مالك، قال له الرجل إنك غلبتني، ما لقيت رجلا من الناس إلا وهو يلومني على أن بعتك هذه الأرض بهذا الثمن، فقال عثمان الحيي رضي الله تعالى عنه وأرضاه أو ذاك، قال نعم هو ذاك، قال فأنت بالخيار، إن شئت أرضك خذها، وإن شئت مالك فخذه، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله أدخل رجلا الجنة سهلاً بائعا، وسهلا مشتريا”

وقيل أراد حسان بن سعيد المخزومي أن يبني جامعا، فأتته امرأة بثوب لتبيعه، وتنفق ثمنه في بناء ذلك الجامع، وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار، فطيب خاطرها، واشتراه منها بألف دينار، وخبأ الثوب كفنا له، وكان القعقاع بن ثور إذا قصده رجل وجالسه، جعل له نصيبا من ماله، وأعانه على عدوه، وشفع له في حاجته، وغدا إليه بعد المجالسة شاكرا، فاتقوا يوما لا يجزي والد عن ولده، ذلك يوم الحشر، أوله أن يحشر الناس من أقطار الأرض إلى الشام، والله أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم في المدينة لأول الحشر في الشام، تمهيدا للحشر الأعظم الذي يكون يوم الدين، فيحشر الناس جماعات، فيقول الله عز وجل فى سورة الزمر ” وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا”

وكذلك ” وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا” أما أهل النار، فيساقون بدفع وإهانة، وينهرون نهرا غليظا، تسوقهم الملائكة في ذلك اليوم، فيساقون إلى جهنم جماعات مع أشباههم ونظرائهم، وهكذا حتى يردون جهنم عطاشا، ويساق أصحاب الكبائر معا، فالزاني مع الزناة، والمرتشي مع المرتشين، والسارق مع السرّاق، وهكذا الكذاب مع الكذابين، فيقول الله تعالى فى سورة الصافات “احشروا الذين ظلموا وأزواجهم” أى نظرائهم، وأشباههم، ومن هو على شاكلتهم، يساقون إلى النار سوقا، وما هي من الظالمين ببعيد، ويساقون، سوق البهائم مشاة، عطاشا، فيقول تعالى فى سورة مريم ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا” ومعنى وردا أي عطشانين، ويحشرون على وجوههم إذلالا لهم.

الدكروري يكتب عن اتقوا يوما لا يجزي والد عن ولده

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: