الدكروري يكتب عن الفتن ما بين العبد والفرائض
الدكروري يكتب عن الفتن ما بين العبد والفرائض
بقلم: محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، عباد الله إن الأولاد نعمة عظيمة ومنحة جليلة هم زينة الحاضر وأمل المستقبل هم حبات القلوب وفلذات الأكباد وقرة العيون سماهم الله زينة، يملئون البيوت بهجة وسرورا وينشرون السعادة ما داموا يتراكضون ويلعبون سمتهم البراءة لا يحسبون للأشياء حسابها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل قمنا بما أوجب الله علينا تجاههم، وهل أدينا الأمانة هل قمنا بواجب الرعاية، وألسنا نهتم بمظاهرهم من الأكل والشرب والملبس ونغفل عما يبني عقولهم ويغذي أرواحهم، ألسنا نضن عليهم بالوقت فلا يكاد الأبوان يجلسان مع الأولاد إلا قليلا.
معلومة تهمك
إن مصاعب الحياة ومطالبها شغلت الكثيرين عن أولادهم فأسلموهم للخادمات والمربيات فنتج عن ذلك أمور خطيرة ألسنا نناقش الأطفال ونعاتبهم أحيانا وكأنهم كبار يدركون آثار ما يفعلون وهم لا يعون ذلك أبدا وقد تكون ثمرة هذا النقاش والمحاسبة تكرر وقوع الخطأ منهم مرات عديدة، فيا أيها الآباء والأمهات عوّدوا أطفالكم الخير وعلموهم الفضيلة وربوهم على الخلق الحسن فيقول ابن مسعود رضي الله عنه ” حافظوا على أولادكم في الصلاة، وعلموهم الخير، فإنما الخير عادة” رواه البيهقي، ولقد فرض الله عز وجل علي عباده فرائض، ولكن هناك فتن تحول بين العباد وبين هذه الفرائض، وإن الأموال والأولاد قد تقعد الناس عن الاستجابة خوفا وبخلا، والحياة التي يدعو إليها الإسلام حياة كريمة.
لا بد لها من تكاليف، ولا بد لها من تضحيات، لذلك يعالج القرآن الكريم هذا الحرص بالتنبيه إلى فتنة الأموال والأولاد، فهي موضع ابتلاء واختبار وامتحان، وبالتحذير من الضعف عن اجتياز هذا الامتحان، ومن التخلف عن دعوة الجهاد وعن تكاليف الأمانة والعهد، واعتبار هذا التخلف هو خيانة لله والرسول صلى الله عليه وسلم، وخيانة للأمانات التي تضطلع بها الأمة المسلمة في الأرض، وهي إعلاء كلمة الله تعالى، وتقرير ألوهيته وحده للعباد، والوصاية على البشرية بالحق والعدل، ومع هذا التحذير والتذكير بما عند الله تعالى، من أجر عظيم يرجح الأموال والأولاد، التي قد تقعد الناس عن التضحية والبذل لدين الله عز وجل، فإذا انتبه القلب إلى موضع الامتحان والاختبار، كان ذلك عونا له على الحذر واليقظة والاحتياط.
أن يستغرق وينسى ويخفق في الامتحان والفتنة، ومن أجل ذلك حذر الله المؤمنين من الاشتغال بالأموال والأولاد عن ذكره، فقال تعالى فى سورة المنافقون ” يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون” فخص الأموال والأولاد بتوجه النهي عن الاشتغال بها اشتغالا يلهي عن ذكر الله عز وجل لأن الأموال مما يكثر إقبال الناس على إنمائها والتفكير في اكتسابها، بحيث تكون أوقات الشغل بها أكثر من أوقات الشغل بالأولاد، وأما ذكر الأولاد فهو إدماج لأن الاشتغال بالأولاد والشفقة عليهم وتدبير شؤونهم وقضاء الأوقات في التأنس بهم من شأنه أن ينسي عن تذكر أمر الله ونهيه في أوقات كثيرة، فالشغل بهذين أكثر من الشغل بغيرهما.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه