الدكروري يكتب عن تمام الإحسان في عبادة الله

الدكروري يكتب عن تمام الإحسان في عبادة الله

بقلم: محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن الصدقة لَتَرفع بإذن الله تعالى الأمراض والأعراض من مصائب و بلايا وقد جرب ذلك الموفقون من أهل الله فوجدوا العلاج الروحي أنفع من العلاج الحسي وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج بالأدعية الروحية والإلهية وكان السلف الصالح يتصدقون على قدر مرضهم وبليتهم فلا يلبثون قليلا حتى يعافيهم الشافي المعافي الكريم الرحيم جل جلاله، فلا تبخل على نفسك إن كنت ذا مال ويسار، وحتى لو كنت فقيرا فتصدق ولو بجنيه واحد بنية شفائك أو شفاء مريضك شريطة أن تكون عظيم الثقة بربك حتى يكون الشفاء أكمل وأتم.

معلومة تهمك

وإن الإحسان إلى الخلق من تمام الإحسان في عبادة الله، فسبب دخول الناس سقر، هو تركهم الصلاة وتركهم الإحسان إلى الخلق بإطعام المسكين، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن تنوعت أرزاق العباد واختلفت، والناس متفاوتون من حيث الغنى والفقر والمسلم إن اغتنى شكر، وإن افتقر صبر، وعلم أن ذلك ابتلاء من الله تعالى له، وليس ذلك إلا للمؤمن، ومن رحمة الله تعالى بالفقراء أن جعل لهم حقا ثابتا واجبا في أموال الأغنياء، وهو ما يخرجونه من زكوات أموالهم، وقد رغب الشارع الحكيم في بذل المعروف والصدقة للمحتاجين، ووعد على ذلك الأجر الجزيل والعاقبة الحميدة، ولكن من الذين تكون لهم العلو والغلبة في الأرض؟ فإن الله عز وجل ينصر أهل الإيمان علما وعملا وحالا كما قال تعالى.

” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” وقال تعالى ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” فبحسب الإيمان يكون العلو لنا وبحسب إيماننا تكون العزة لنا، إذن أيها المسلمون هذه الأيام والسنوات العصيبة التي نمر بها الآن هذه فترة طارئة لا بد أن تنته، ولا يظنن أحد أن أمر الكفار قائم إلى قيام الساعة أبدا وإنما سيأتي الله بموعده للمؤمنين ويكون النصر لهم، فنقول هذه الكلمات المهمة وهي مأخوذة من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله الذي رأى بنافذ بصيرته هذا الشعور الاستسلامي في نفوس المسلمين، فساق إلينا هذه الكلمات لكي ننعش الأمل في أنفسنا أن الغلبة للإسلام ولكي لا نغتر بغلبة الكفار وسيطرتهم ولكي لا نترك الاعتداد لنصرة الدين ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن ينصر دينه وأن يجعلنا ممن يعلي بهم شريعته.

وأن يجعلنا ممن يجاهدون في سبيله، ولكن لماذا يبتلى الله عز وجل المؤمنين، وهم ينصرون دينه؟ فنقول إن وعد الله عز وجل للمؤمنين بالنصر إذا تمسكوا بدينه نافذ، ولا بد في الدنيا قبل الآخرة، وتأتي هنا بعض الشبهات لبعض الناس فيقولون فلماذا إذن يحصل الابتلاء، والامتحان، ولماذا إذن قدر الله على بعض المؤمنين بالابتلاء والأذى، وهم ينصرون دينه، ويسعون لإعلاء كلمته، وما بالنا إذن قد ينتقل الإنسان إلى ما هو أبسط من ذلك، فيقول ولماذا صرت أنا فقير؟ ولماذا صرت مبتلى؟ وهكذا وأنا مسلم أما عوام الموحدين إذا أوردت عليهم هذا الإيراد قالوا “لا يسأل عما يفعل وهم يسألون” وهذا صحيح ولا شك، ولكننا نريد أن نفهم جذور هذا الابتلاء وما هي المعاني التي تتضمنه وشيئا من الحكم التي قد نراها ونحس بها من ابتلاء الله لعباده المؤمنين حيث قال الله تعالى ” وسعت كل شئ رحمة وعلما” فوسع رحمة الله كل شيء، وأحاط بكل شيء علما.

الدكروري يكتب عن تمام الإحسان في عبادة الله

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: