الدكروري يكتب عن وثيق الصلة بالله عز وجل

الدكروري يكتب عن وثيق الصلة بالله عز وجل

بقلم: محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن الكسب بقدر الكفاية لنفسه وعياله، وقضاء دينه، ونفقة من يجب عليه نفقته فرض من الفروض ولا يجوز للقوي القادر أن يجلس، أو يسأل الناس، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أطيب ما أكلتم من كسبكم” رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “خير الكسب كسب العامل إذا نصح” رواه أحمد، ولقد سمى فقهاؤنا رحمهم الله حاجات الأمة من الأعمال والصنائع والحرف فروض كفايات، وهي تشمل حراسة الأمن، ودواوين القضاء، وإجادة الأعمال.

معلومة تهمك

وامتهان الحرف، وكل ما فيه عمران الأمة صنوف متعددة لا يحسنها كل أحد، ولا يقوى عليها كل أحد، ولكن يحتاج إليها كل أحد، إنما هي مواهب وقدرات، وهمم متفاوتة، قسمها الله بين خلقه، ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، وإن العبد المسلم مع ربه مؤمن به، وثيق الصلة به عز وجل، دائم الذكر له سبحانه وتعالي، متوكل عليه حق التوكل، واقف عند حدوده، ممتثل لأمره، منتهى عن نهيه، راضى بقضائه وقدره، يضع نصب عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم”عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن” فكل همه مرضاة ربه، يبغي بأعماله وجه الله، محقق للهدف الذي وجد له وهو قوله تعالى كما جاء فى فى سورة الذاريات.

” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” إنه لن تقوم لنا قائمة إلا إذا أحب بعضنا بعضا، وإلا إذا بذل بعضنا لبعض، المسلمون أسرة واحدة، لا يهنأ واحد إذا كان الطرف الآخر في ضيق، وهذا طبق نظام الأسرة المتواضع على مجموع المؤمنين فإن الحياة تعاون، والحياة بذل، والحياة تضحية، والإنسان كلما كان أشد مواساة لأخوانه, كلما كان أقرب عند الله، أو بالعكس، كلما ازداد إيمانه, اشتدت مواساته لأخوانه، فإن الإسلام حركة, والإسلام عمل، والإسلام بذل، والإسلام عطاء، هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن للفقر لوعته وللعوز حرقته، وكم هي مُرة تلك الآلام والحسرات التي يشعر بها ذلك الفقير المعدم، حين يرمي بطرفه صوب بيته المتواضع المملوء بالرعية والعيال، وهم جياع لا يجدون ما يسد جوعتهم.

ومرضى لا يجدون من يعالجهم، كم من مدين أرهق ظهره ثقل الدين، وناء جسده عن تحمل هذا الهم المؤرق، كم من فقير ضاقت به الدنيا وانسدت في وجهه أبواب الرزق، لولا بقية باقية من الأمل والرجاء فيما عند الله عز وجل، فإن السعادة هدف منشود، ومطلوب جميل يسعى إليه البشر جميعا، بل كل مخلوق يسعى لما فيه راحته وأنسه، وللسعادة أبواب ومفاتيح تستجلب بها، وهي كثيرة، فمنها تقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلانية، والقيام بما أوجب الله تعالى من حقوقه، وحقوق عباده، وهناك باب من أبواب السعادة وتحصيل الأنس، يغفل عنه كثير، وهو سهل المنال، قريب المأخذ، وعاقبته جميلة، وأثره سريع، فما هو يا ترى؟ إنه الإحسان إلى الناس، وتقديم الخدمة لهم بما يستطاع، فالخلق عيال الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.

الدكروري يكتب عن وثيق الصلة بالله عز وجل

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: