المنهج الإسلامي للتعامل مع المرأة

المنهج الإسلامي للتعامل مع المرأة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، إن قمة السماحة والإنسانية تتجسد فى شخص رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يوم تأتيه الفرصة للانتقام ممن أذوه وحاربوه، ولكن كان رد فعله صلى الله عليه وسلم لا يفعله إلا رجل مثله صلى الله عليه وسلم، فعند الشيخين عن عروة عن عائشة أنها حدثته أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال صلى الله عليه وسلم ” لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يدجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي.

فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ، ثم قال يا محمد، إن الله سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا” وينبعي علينا جميعا أن نعلم أنه قد تجتمع في المرأة الواحدة أكثر من صفة، بأن تكون مثلا زوجة، إلى جانب كونها بنتا وأمّا وأختا وعمة وخالة، وهنا ينالها التكريم على كل وجه، وعليه، فالإسلام حدّ حدودا ووضع منهجا للتعامل مع المرأة، رافعا من شأنها.

معلومة تهمك

بل سوّى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة، ومساوية له في جزاء الآخرة، ولها حق التعبير، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله، ولها حق التملك، وغير ذلك، مما حُرمت منه المرأة غير المسلمة، وإن المرأة في زمن العولمة تم الاهتمام بزيادة التشغيل الهش لها، ضمن علاقات إنتاج منخفضة الأجر، وتحولها إلى أداة للخدمة في جميع أنحاء العالم إلى جانب مُعايشة عالم استهلاك مفرط، وعدم القدرة على تلبية الحاجيات، مع تنامي الواجبات الاجتماعية والبحث عن هوية جديدة ضمن إطار اجتماعي تزداد فيه الفوارق، وهو ما يعرضها لأشكال من العنف المرتبط بالجنس، وتزايد المنافسة والطلب عليهن من طرف الشركات.

كما أن استغلال جسد المرأة وصورتها في الدعاية والإشهار في ترويج وتسويق المنتجات الرأسمالية، يُعد مطلبا في ظل الدعوة لتمدنها وانفتاحها على الآخر، وكما يتم تشغيل المرأة بشكل نمطي وفي أوقات الحاجة وحسب المزاج، وتحرم من حقوقها الطبيعية، وكل هذا وغيره تدفعه المرأة ثمنا لظروف عمل بائسة ورتيبة، تفقدها الطاقة والصحة، مع غياب الرعاية الاجتماعية، وتتمتع بحقوق ضئيلة، وأجر لا يضمن عيشا كريما، فالعولمة إذن تقذف بالمرأة إلى الخارج بسرعة، دون ضمانات وبلا رحمة ولا شفقة، والمهم هو الاستفادة منها وتوظيفها في جعل الاقتصاد يزدهر، والاستمتاع بمحاسنها في أروقة عروض الأزياء، بدل الاكتفاء بدورها التقليدي، وتحميلها مسؤولية اجتماعية، والمحافظة على قيمتها ضمن ملامحها التربوية القديمة.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: