معاملة الإسلام الإنسانية الراقية

معاملة الإسلام الإنسانية الراقية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، هذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت معاملته الإنسانية الراقية حتى مع الأسرى، فقد جاء في السيرة النبوية لابن هشام وغيره، عن نبيه بن وهب أخي بني عبد الدار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأُسارى فرقهم بين أصحابه، وقال صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالأسارى خير” قال وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه في الأسارى، قال، فقال أبو عزيز مر بي أخي مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني، فقال شد يدك به فإن أمه ذات متاع.

لعلها تفديه منك، قال وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم، خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها، قال فأستحيي فأردها على أحدهم، فيردها عليّ، ما يمسها، فقد كان هذا الخلق الكريم، الذي غرسه القائد الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم في أصحابه وجنده وشعبه قد أثر في إسراع مجموعة من كبراء الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام، فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بعد وصول الأسرى إلى المدينة وتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم معه السائب بن عبيد، وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته.

معلومة تهمك

وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير، ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أعظم الناس تواضعا، يخالط الفقير والمسكين، ويجالس الشيخ والأرملة، وتذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجتها، ولا يتميز عن أصحابه بمظهر من مظاهر العظمة ولا برسم من رسوم الظهور، ويقول لهم في ذلك ما معناه إن الله يكره أن يمتاز الشخص عن أصحابه، فكان النبي صلي الله عليه وسلم ألين الناس عريكة، وأسهلهم طبعا، ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وهو مع هذا أحزمهم عند الواجب، وأشدهم مع الحق، لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شىء وكأنما يفقأ في وجهه حَب الرمان من شدة الغضب، ولأن الإسلام يخاطب الفطر، وهو دين الله الخاتم الذي ارتضاه لخلقه.

فقد اشتملت تعاليم وأسس هذا الدين على كل ما يصلح الإنسان من حيث كونه إنسانا، ولأن المرأة كائن ضعيف، وأهمله الجاهليون واحتقروه وتوارثوا التواري منه، فقد حرص الإسلام على تكريمها أيما تكريم، فالمرأة كأم يجب طاعتها، وبرها واجب، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، بل إنها طريق إلى الله والجنة، والمرأة كزوجة أوصى الإسلام بها الأزواج خيرا، حاثا على حسن عشرتها، فيقول صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا” رواه البخاري ومسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي وابن ماجه، وكما كرمها بنتا، فحث على تربيتها وتعليمها، وجعل لتربية البنات أجرا عظيما، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “مَن عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو” وضمّ أصابعه، رواه مسلم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: